مارفل و الأفلام التجارية

 

الأفلام التجارية هي نوع من الأعمال التي تهدف الى الغاية الربحية والمادية أكثر من الناحية الفنية مع محاولتها لِتوفير القيمة الترفيهية لِلمشاهدين . هذا النوع من الأفلام لا يستهوي العديد من النّقاد أو المخرجين فهي تعتبر من الأعمال الأقل مستوى في عالم صناعة هوليوود , ويلجأ لها غالباً الفنانين الأقل أجراً او الأدنى مستوى مقارنة بفنانين أخرين . بِالنسبة للجمهور المُشاهد هذا النوع من الأعمال لا يؤخذ على محمل الجد بِشكل كبير , قد ينجح في شُباك التذاكر او قد يَفشل فشل ذريع . و نستطيع القول بِأن الأفلام التجارية هي موجودة منذ بدايات عالم هوليوود وليست بِالشيء الجديد على المتابعين عبر الأجيال المُختلفة , لكن ! خلال العقد الأخير تمت ملاحظة نجاح وقبول من الجمهور بِشكل كبير لهذا النوع من الأعمال حتى أصبحت نسبة نجاحها ومنافستها قوية جداً لأعمال ذات طابع فني ! والكثير من النقاد و المؤثرين في هوليوود والصحف تُنسب كثرة ونجاح هذه الظاهرة و محبة الناس لها مصدره أعمال مارڤل ! . حيث ساعدت أعمال الأبطال الخارقين على زيادة الأفلام التجارية وجعلها قوة واضحة في السوق السينمائي المُدر لِلأرباح بِشكل كبير وسريع.

مدى تأثير مارڤل على كثرة الأفلام التجارية :

hollywoodreporter

لم تَكن مارڤل الأولى من نوعها بِأعمالها المُقتبسة من الكوميكس , فهُناك العديد من أعمال الأبطال الخارقين النّاجحة التي سبقتها مثل: ثلاثية سبايدرمان بِبطولة (توبي ماغواير) وقبلها العديد من أفلام الأبطال التي كانت تُركز على قصة بدايات البطل الخارق كمثل سوبرمان وباتمان ألخ .. لكن نستطيع أن نقول بِأن فكرة ترابط أعمال الأبطال الخارقين لِمارڤل ساهمت بِتحقيق نجاح ربحي مادي لمشاريعها بناءًا على العمل الذي سبقه . فَالترابط خلق لنا سلسلة من الأعمال المنفصلة والمترابطة في الوقت ذاته والتي ستؤدي معاً لخلق ملحمة أخيرة تَنتهي معها الرحلة . فَليست جميع أعمال مارڤل ترتقي لِلمستوى الفني العالي وبِالمقابل ليست جميع أعمالهم تِجارية بَحته , فَهناك ثلاثية كابتن أمريكا التي تُعتبر من الأعمال التي استطاعت أن تصل لِمستوى مُحترم في السرد القصصي الفني و الجانب التجاري الترفيهي, الذي ساهم بِقبول ومحبة عالية لِلعديد من الأطراف. هذا التّوسع في عالمها و الإبحار فيه ساعد العديد من شركات الإنتاج لِاستمرارها في بذل الجهد في إصدار المزيد من الأفلام المتصلة بِبعضها و محاولة خلق رحلة مُستمرة لِأعمالها سواءاً كانت هذه الرحلة تَستحق أم لا فَهي ستمضي في خطط الإنتاج , ان لم يَكن لِأسباب فنية فهو لأهداف ربحية تجارية . فهذا النوع حالياً يبدو أنه يَنجح مع جمهور اليوم وذلك بَعد الأرباح الفلكية التي استطاعت مارڤل تحقيقها بِمختلف أعمالها , السيئة والجيدة والممتازة على حد سواء. فَاليوم تُعتبر مارڤل أعلى سلسلة أفلام تحقيقاً للعوائد المالية في شُباك التذاكر في التاريخ! متفوقة ربحياً على سلاسل أشهر وأقدم مثل أفلام (هاري بوتر و ستار وورز و جيمس بوند) مجتمعه معاً . هذا الأمر عزّز بِشكل كبير على كثرة السلاسل اليوم و الأفلام المُستقلة ذات الهدف الربحي فقط أو محاولة إحياء أعمال انتهت قديماً وارجاعها لِشاشات التلفزيون والسينما بِاقتباس جديد يوافق معايير الربح والمجتمع الحديثة .

nytimes

قد تَتساءل لماذا الاستمرار في هذا التوجه بعيداً عن الجانب الربحي ؟ شخصياُ أعتقد أن أبرز سبب يَجعل شركات الإنتاج تَستمر في هذا الأمر هو اعتمادها بِشكل كبير على قاعدة جماهيرية جاهزة , أي أن الأمر لن يتطلب الكثير من الترويج و الإعلان اذا كانت هُناك قاعدة جماهيرية تم استقطابها قديماً و مازالت موجودة ومُحبه لِنوع معين من التصنيفات أو الأفلام , فَمن السهل الوصول لهم و جذب اهتمامهم عند معرفتهم بعمل جديد لِسلسلتهم أو شخصيتهم المُفضلة وبالتالي توفير المال ولو بعضه . أيضاً أحد الأسباب لِشهرة الأعمال التجارية هو التوجه المُجتمعي اليوم في حب و تعزيز التفاهة و بساطتها وسهولة انتشارها عبر العديد من المنصات الاجتماعية. بِحسب أحد المقالات الصحفية تذكر بِأن الجمهور حالياً يُفضل الأعمال التجارية و الغبية على الأعمال ذات الطابع الجاد! وذلك رغبةً منهم لِلهرب من واقعهم أو الحصول على المرح و المتعة التي يَجدونها في هذه النوع من الأفلام . فَغالباً رب الأسرة عند رغبته في الحصول على وقت سعيد مع عائلته يَختمها بِفلم ذو طابع مرح و تجاري لا يَتخلله الكثير من الجدية والتعقيد أو الأجواء القاتمة و الطابع الفني البحت , وقد نَجحت مارڤل في حصولها على العلامة الكاملة في تحقيق هذه المتعة, ليس فقط لِجمهورها الكبير , لكن أيضاً لِغير المتابع لِأعمالها وتحقيق تجربة سينمائية وأجواء خاصه بِأعمالها في الصالات .

هل كثرة الأفلام التجارية أمر سيء ؟ وما الأثر الذي سيّخلفه ذلك على الMCU ؟

بِالنسبة لِفكرة الأعمال التجارية فِإن الاستديوهات المنتجة تربح منها بلا شك وهذا ولو لِطرف واحد يُعتبر سبب إيجابي , أما على الصعيد الاجتماعي والثقافي فلا يُمكن الانكار على أنّ لها من التأثير السلبي ما يضر المتلقي . وبعيداً عن الجانب الفني وتأثيرها على ذائِقة الأفراد فأحد أبرز ما تَتميّز به الأفلام التجارية هو استعراضها لِنوع من البروباغاندا التي تَسعى الاستديوهات المنتجة و الحكومات لِتعزيزها في أذهان المُتلقين . وغالباً هذه المعلومات والرسائل مغلوطة وغير صحيحة , كَتنميط صور معينة لِعرق مُختلف وما الى ذلك . وهذا التأثير لَم يَبتعد عن مارڤل في انتاجاتها , ففي بداياتها شاهدنا صور نمطيّه لِلمسلمين و البلاد خارج أمريكا في فيلم أيرون مان الأول , و صور نمطية لِلروس في بلاك ويدو و حالياً في أعمالها نُشاهد الترويج لِأحدث الأفكار التجارية و هي التمثيل المثلي في أعمالها . نستطيع القول بِأن المرحلة الرابعة من الMCU كانت مليئة بِمختلف الرسائل التجارية البحتة مثل التنوع العرقي و محاولات انتاج أعمال متنوعة الأجناس و الألوان والتي أثرت على جودة العمل بِشكل صريح وواضح , وجعلت هذه المرحلة بِمختلف أعمالها سيئة عند الكثيرين . وبِاستمرارية مارڤل لِهذا النوع التجاري البحت سَيُفقدها بريقها بِسرعة ويَجعل العديد يَكتفي بِما قدّمته من أعمال في بداياتها .

أخيراً : كلٌ منا يُحب قضاء وقت فراغه بطريقته الخاصة و يختار قائمة أفلامه بِحسب ما يتناسب مع حالته , فَمنّا من يُحب تضييع وقته في أفلام ذات فائدة فنية وأخرين يحبون التنوع بين هذا وذاك . والأفلام التجارية وجودها ليس سلبي بِشكل كامل وليس إيجابي في الوقت ذاته . فَأحيانا يتعرّف الفرد على جمال الشيء وقيمته من ضده , وهذا النوع من الأفلام يُساعدنا أحيانا على تذوق القيم الفنية من أعمال أخرى ويَجعلنا نراها بِسهولة , وفي الوقت ذاته هي مُتنفس مُمتع عندما تَمتلئ الأدمغة بِالأفلام ذات الطابع الثقيل . استمتع بما تريد لكن اختر منه الرسائل التي تناسبك وانبذ ما سواها .


ما رأيك في مفهوم الأفلام التجارية ؟ , و لا تنسى شاركنا رايك في هذا المقال على سيرفر ديسكورد الخاص بنا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم