الشعور
بِالذنب ومُحاولات التكفير خَلقت الرجل
الحديدي :
في فيلم ايرون مان الأول عام 2008 تبدأ رحلتنا مع الشخصية و التي عرفنا عنها صفة العجرفة و الغرور والثقة بِكل ما تُقدمه خلال مسيرتها الصناعية الناجحة , لكن كل شيء يَتغير لِلأبد مع توني ستارك عندما يتم اختطافه وتكون حياته في خطر مُحتّم لِما صَنَعت يداه , لِتدرك ذاته لحظتها حجم المعاناة التي تُقدّمها شرِكة ستارك لِلعالم و ِللدول المُجاورة بِسُكانها عندما وُضِع في مكان الضحية لأول مرة , والذي أدى لِخلق أكبر صَدَمات الشخصية النفسية وهي الشعور بِالخوف من الموت على يد ابتكاراته و الشعور الطاغي بِالذنب . يُدرك توني بِأن كل ما خلَقته يداه ليس بِالضرورة نِعمة وانما في كثيرٍ من الأحيان هي نقمةٌ وضحاياها من الأبرياء وقد تكون ذاته نفسها . لِيَبدأ هُنا بِصناعة بدلته الحديدية وخلق شخصيته الجديدة التي معها قَرّر التكفير عمّا تم اقترافه ومُحاولة اصلاح ما فَسد بِسببه .
الشعور بِالذنب وَوجود مُعضله أخلاقية ونفسية لِلبطل هو أسهل الطُرق لِخلق رابطة مع المُشاهدين , وهذا أحد أبرز المَشاعر التي وطّدت علاقتنا بِأيرون مان . فَخلال رحلتنا في الMCU نُشاهد توني الذي قَرّر توجيه مُجمل الذنب لِذاته في مُحاولةٍ منه لِتبرير عمليات توزيع السلاح مِن قِبل وكالته التي لم يَكن مُدركاً لها بِشكل كلي , لكنه اعتبر نفسه من ضمن النظام الرئيسي الغير واعي والعامل الأول لِوجود هذه الأسلحة و التي بِالمقابل نتَجَ عنها سلسلة المأساة والألم لِغيره . حيث أخذ الشعور بِالذنب يطغى على شخصيته لِيكون محور أفعاله بِالتالي يَخلق عنده الرّغبة في جعل ووجود معنى سامٍ لِكل ما يُقدّمه . لِذلك في فيلم الاڤنجرز الأول شاهدنا توني الذي سَعى لِلتضحية بِذاته في انقاذ البشرية من الغزو الفَضائي والذي من خلال فعلته نُدرك وجود المفهوم الأسمى لِمعنى البطولة عنده , حيث يُضحى الفرد من أجل نجاة المجموعة -سيكولوجية البطل- والتي بِاعتقادي يراها توني ستارك الوسيلة الأمثل لِلتكفير عن ذنبه . لكن بعد ذلك يَستفيق توني لِيطغى عليه الشعور الفطري في العيش لِيجد طريق عودته الى كوكب الأرض ومعاودة التعايش مع شعوره ورغبته في التكفير . تجربته أدّت الى ابراز صدمته الأولى الخوف من الموت على شكل نوبات الهلع في الفيلم المنفرد الأخير Iron-Man3 . فَخلال الفيلم يواجه توني عدة مواقف تَجعله يتساءل في قرارة نفسه لِيطرح السؤال و التحدي الأكبر لِذاته وهو من يَكون دون البدلة الحديدية ؟ ما حجم القوة التي يَملكها بدونها ؟ لِيدرك بَعدها أنه الشخصية التي خلقها هي جزء لا يتجزّأ منه , حتى لو تم أخذ وتدمير كل ما يملك يَضل توني هو الرجل الحديدي "I'm Iron-man" مجيباً على ذاته بِأنه بِإمكانه بَذل المزيد من الجُهد في رحلة التكفير لِيَصل الى مرحلة الغُفران والتّخلص من عبء شعور الذنب . هذه العقلية أدت لِأحداث فيلم الأڤنجرز الثاني Avengers: age of Ultron والذي هنا سَعى توني خلاله لِمحاولة بذل المزيد والمزيد من الجُهد وذلك بعد أن تَسببت واندا في جعله يُواجه أحد مخاوفه وهو الخسارة و موت رفاقه , فخلال رؤياه نُشاهد ستيف روجرز يَطرح عليه السؤال الذي بِالنسبة له يمثل مَخاوفه وهو لِماذا لم تَبذل المزيد من الجُهد ؟ لِيعود توني الى الواقع طاغياً عليه شعور الذنب ولِيبدأ بعدها بِابتكار أولترون الذكاء الصناعي المسؤول عن مُحاولات خلق السلام العالمي و الاستقرار , في مُحاولةٍ منه لِتصحيح الأمور والتخلص من مشاعره . وبِسبب تغيّر مسار الأمور عمّا تَتمناه نفسه والتسبب في المزيد من الدمار نشأت أحداث Civil War حيث حَرَص ستارك على توقيع الأڤنجرز لِمعاهدة سوكوڤيا ورغبته الملحة في الحد من استخدام الأسلحة والقدرات الخارقة , لكن بِالمقابل صار الصراع بين أعضاء الفريق .